Skip to Main Navigation
ملخص النتائج2022/12/13

مكافحة التلوث لمجتمعاتٍ أكثر صحة: مصر تقطع شوطاً كبيراً في إدارة الكيماويات الخطرة

The World Bank

أخيراً، أصبح أطفالي قادرين على استذكار دروسهم دون أن تشتت الروائح الكريهة وصعوبة التنفس تركيزهم. منير عبده من سكان مركز الصف، محافظة الجيزة

بين عامي 2014 و2021، نجح البنك الدولي، من خلال مشروع الإدارة المستدامة للملوثات العضوية الثابتة، في التخلص من 1500 طن من مخزون المواد الكيميائية الخطرة في 80 موقعاً منتشرا في شتى أنحاء مصر، وتحتوي على مبيدات آفات متقادمة ومُرَكَّبات ثنائية الفينيل متعدد الكلور. بالإضافة إلى ذلك، ومن أجل مساعدة مصر على الوفاء بالتزاماتها الدولية بموجب اتفاقية ستوكهولم، فقد أدى المشروع إلى تحسين نوعية البيئة ومستوى الصحة العامة لدى 3.1 ملايين شخص يعيشون في محيط هذه المناطق بشكل كبير.
أخيراً، استمتع أنا وأصدقائي باللعب في الهواء الطلق. فعندما كانت المبيدات موجودة هنا، كنت دائم المرضً، وكنت أشعر وكأنني أختنق.
كرم سيد
طفل في الثالثة عشر من عمره من مركز الصف، محافظة الجيزة
"لسنوات طويلة، كنا نعاني من التهاب الجيوب الأنفية وغير قادرين على التنفس. واضطررت إلى إجراء عملية جراحية. فقد كانت الرائحة الكريهة تزكم أنوفنا طوال اليوم. وكان الوضع يزداد سوءًا في فصل الصيف. الآن وقد أزيلت المبيدات، فقد تحسنت صحتنا إلى الأفضل. وأخيراً، أصبح أطفالي قادرين على استذكار دروسهم دون أن تشتت الروائح الكريهة وصعوبة التنفس تركيزهم.
منبر عبده
مواطن من مركز الصف

التحدي

تشير التقديرات الواردة في تقرير "سماوات صافية وبحار نقية (2022)" الصادر عن البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أن "تكلفة التدهور البيئي" في مصر تتجاوز 3% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد. ويرتبط جزء كبير من هذا التدهور بتأثر صحة الإنسان بسبب التعرض للمواد الكيميائية السامة، والكيماويات الزراعية ومبيدات الآفات المستخدمة في القطاع الزراعي. ومن بين هذه المواد الكيميائية، تشكل الملوثات العضوية الثابتة خطورة خاصة على صحة الإنسان والبيئة. وتشكل هذه الملوثات من 10% إلى 30% من 2250 إلى 4600 طن من مبيدات الآفات المتقادمة في مصر، كما تمثل حوالي 40% من الملوثات الناتجة عن تشغيل 100 ألف محول كهربائي في البلاد. 

النهج

بمساندة من صندوق البيئة العالمية، تم تصميم "مشروع الإدارة المستدامة للملوثات العضوية الثابتة" للتخلص الآمن من 2000 طن من الملوثات العضوية الثابتة في قطاعي الزراعة والكهرباء. واتبع المشروع "نهج التعلم بالممارسة" لتحقيق هدفه العام المتمثل في تحسين إدارة المخزونات المستهدفة من الملوثات العضوية الثابتة، بما في ذلك المُرَكَّبات ثنائية الفينيل متعدد الكلور والتخلص منها. 

ولم يؤد هذا النهج إلى تمكين المشروع من تحقيق هدفه المتمثل في التخلص الآمن من الملوثات العضوية الثابتة فحسب، بل إنه سهل أيضاً بناء القدرات الفنية في مجال التخلص الآمن من الملوثات العضوية الثابتة للمعنيين من المسؤولين بوزارة البيئة ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ووزارة الكهرباء والطاقة المتجددة. ومن خلال العمل الوثيق مع الاستشاريين والمقاولين الدوليين، قامت هاتان الوزارتان ببناء قدراتهما على تحديد الملوثات العضوية الثابتة وتقييمها وإعادة تعبئتها وتخزينها ونقلها والتخلص منها وفق أفضل الممارسات الدولية. واعتمد المشروع "تكنولوجيا المعالجة المشتركة" المبتكرة التي استخدمت فيها الملوثات العضوية كوقود لإشعال الغلايات وتشغيل أفران مصانع الأسمنت المحلية، والتي لم توفر فقط تكلفة إرسال الملوثات العضوية الثابتة إلى الخارج لحرقها، بل إنها أرست نموذجاً للتخلص من هذه المنتجات في المستقبل في مصر، وذلك بعد إقفال المشروع. 

واستخدم المشروع أيضا نهجاً مبتكراً في إزالة التلوث من زيوت المُرَكَّبات ثنائية الفينيل متعدد الكلور في المحولات الكهربائية، وذلك بمعالجتها في أثناء تشغيلها (من خلال طريقة المعالجة في أثناء الاستخدام وبدون وقف التشغيل نهائياً) واستخدام التكنولوجيات بدون أملاح الصوديوم والليثيوم لتفادي خطر نشوب الحرائق. وأدى هذا إلى المعالجة السريعة والمأمونة للمُرَكَّبات ثنائية الفينيل متعدد الكلور بطريقة سليمة من الناحية البيئية، والتي شكلت أول مرة يتم فيها استخدام هذه التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وواحدة من الحالات القليلة في جميع أنحاء العالم. 

وتمثلت المبادرة الثالثة والمهمة للاستدامة في المشروع في شراء معدات إزالة التلوث من المُرَكَّبات ثنائية الفينيل متعدد الكلور، الأمر الذي مَكَّن المهندسين بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة من القيام بعملية معالجة وإزالة التلوث من زيوت المُرَكَّبات ثنائية الفينيل متعدد الكلور بكاملها. وأدى هذا الإجراء إلى توفير تكلفة التعاقد مع شركة أجنبية للقيام بعملية المعالجة، كما أدى إلى بناء بنية تحتية وقدرات وطنية بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة. 

النتائج

أسهم المشروع (أ) في تحسين الوضع الصحي لما يبلغ 3.1 ملايين نسمة في مصر، وشمل ذلك أيضاً المجتمعات المحلية منخفضة الدخل والفقيرة، و(ب) تحسين مستوى الإدارة البيئية من خلال إنشاء نظام قوي للرصد والتتبع للملوثات العضوية والمُرَكَّبات ثنائية الفينيل متعدد الكلور، مما أسهم في تحقيق أهداف إطار الشراكة الإستراتيجية مع مصر للسنوات 2015-2019. . 

بين عامي 2014 و2021، حقق المشروع النتائج التالية: 

  • التخلص من 1082 طناً من المبيدات المتقادمة من 65 موقعاً في جميع أنحاء مصر
  • إزالة التلوث من 418 طناً من زيوت المُرَكَّبات ثنائية الفينيل متعدد الكلور من المحولات الكهربائية
  • الحد من المخاطر الصحية والمساهمة في تحسين الصحة العامة لنحو 3.1 ملايين شخص (حوالي 50% منهم من النساء) يعيشون في محيط مناطق تخزين الملوثات العضوية ومناطق تشغيل المحولات الكهربائية الملوثة بالمُرَكَّبات ثنائية الفينيل متعدد الكلور
  • إنشاء نظام للرصد والتتبع من أجل الإدارة الفعالة للملوثات العضوية الثابتة والكيماويات الخطرة الأخرى في مصر
  • بناء القدرات الفنية لدى وزارتي الزراعة والكهرباء بمجال إدارة الملوثات العضوية والزيوت الملوثة بالمُرَكَّبات ثنائية الفينيل متعدد الكلور ومعالجتها والتخلص منها. 

مساهمة مجموعة البنك الدولي

تم تمويل المشروع بمنحة من الصندوق الاستئماني التابع لصندوق البيئة العالمية الذي يديره البنك الدولي بمبلغ 8.10 ملايين دولار، ومن الصندوق الاستئماني الخاص ببرنامج إدارة التلوث والصحة البيئية بمبلغ 750 ألف دولار.

‫الشركاء‬‬‬

قدمت الحكومة المصرية تمويلاً بمبلغ 15.5 مليون دولار. وضمت قائمة الشركاء الرئيسيين في تنفيذ هذا المشروع وزارة البيئة وجهاز شؤون البيئة ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ووزارة الكهرباء والطاقة المتجددة. وأنشأ المشروع لجنة تسيير لضمان التنسيق الوثيق والتواصل الدائم مع جميع الأطراف المعنية ضماناَ لتحقيق نتائجه المرجوة.

آفاق المستقبل 

بالبناء على القدرات الفنية القوية التي تم تطويرها في وزارة البيئة ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، تعتزم الحكومة المصرية مواصلة خيار المعالجة المشتركة للملوثات العضوية في أفران الأسمنت المحلية. وبالمثل، أنشأت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة أيضا وحدة مخصصة للمُرَكَّبات ثنائية الفينيل متعدد الكلور بالوزارة لمتابعة المحولات باستمرار لاكتشاف حالات تلوثها ومعالجتها باستخدام الوحدتين اللتين تم شراؤهما في أثناء المشروع. كما تعمل وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة أيضاً على استكشاف إمكانية تقديم خدماتها في مجال إزالة التلوث من المُرَكَّبات ثنائية الفينيل متعدد الكلور إلى بلدان أخرى في المنطقة. ويهدف فريق من البنك الدولي إلى محاكاة مثال مصر في مشروعٍ خاصٍ بالملوثات العضوية الثابتة في العراق، وهذا المشروع قيد الإعداد حالياً.