Skip to Main Navigation
ملخص النتائج2022/11/15

مساندة رواد الأعمال السوريين والأتراك من أجل مستقبل أفضل

The World Bank

أحمد كشيش، لاجئ سوري، يقف بفخر في مصنعه للأحذية الذي تلقى له مساندة للمعدات وبرامج الكمبيوتر وتدريب العمال. بعدسة: المؤسسة التركية لتنمية منشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة. 

أظهر مشروع تجريبي للبنك الدولي تم إنجازه مؤخراً وهو "مشروع تنمية منشآت الأعمال وريادة الأعمال للسوريين المتمتعين بالحماية المؤقتة والمواطنين الأتراك" أن البرامج الموجهة متعددة الأوجه لرواد الأعمال يمكن أن تساعد في خلق فرص عمل في منشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة. ومع توفير آليات مساندة متنوعة (مثل التوجيه والتدريب والمعدات) للاجئين السوريين والمواطنين الأتراك، فقد استطاع 16 رائداً من رواد الأعمال السوريين، من بينهم ست نساء، تأسيسَ شركات جديدة في قطاعات قابلة للاستمرار. بالإضافة إلى ذلك، تلقت 50 منشأة من منشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة (26 مؤسسة تركية و24 مملوكة للاجئين السوريين) مساندة مالية، متجاوزة الهدف الأصلي للمشروع المتمثل في مساندة 34 مؤسسة أعمال صغيرة ومتوسطة. وتم توفير 125 فرصة عمل في الشركات القائمة وتلك التي تم تأسيسها حديثاً.

التحدي

في عام 2022، تستضيف تركيا أكبر عدد من اللاجئين في العالم، حيث تضم نحو 4 ملايين لاجئ، ومنهم أكثر من 3.7 ملايين لاجئ سوري تحت الحماية المؤقتة. ويُلقي وصول اللاجئين السوريين ضغوطاً على الخدمات الاجتماعية، ويزيد من المنافسة على فرص العمل والإسكان والخدمات العامة الأخرى. لكن حكومة تركيا سهلت حصولهم على الخدمات العامة الحيوية مثل التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية، ومنحت النازحين السوريين إمكانية الحصول على الخدمات وفرص العمل الرسمية. غير أن قدرة أقاليم مثل غازي عنتاب، وهي المدينة التي تحتضن هذا المشروع التجريبي ويوجد فيها عدد كبير من السوريين تحت الحماية المؤقتة، على استيعاب التدفق الكبير لهؤلاء السوريين محدودة، حيث يحتاجون إلى الدعم للحصول على الخدمات الاجتماعية وفرص العمل.

النهج 

ساند البنك الدولي استجابة الحكومة التركية للتحديات الإنسانية والإنمائية لأزمة اللاجئين السوريين، مع التركيز على تعزيز الاعتماد على الذات من الناحية الاقتصادية، وزيادة إمكانية الحصول على الخدمات الأساسية، وتجريب آلية تنفيذ إجراء تدخلي لمساندة اللاجئين والمجتمعات المضيفة على حد سواء. واستهدف المشروع مساندة نمو منشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة وزيادة فرص التشغيل وريادة الأعمال للسوريين تحت الحماية المؤقتة والمواطنين الأتراك في إقليم غازي عنتاب التجريبي. وأنشأ المشروع نافذتين مع الدعوات للتقدم بالعروض. وفي إطار النافذة الأولى، قامت المؤسسة التركية لتنمية منشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة KOSGEB))، وهي مؤسسة حكومية مسؤولة عن زيادة نسبة منشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بتقديم مساندة فنية ومالية لتسهيل إنشاء شركات جديدة يمتلكها اللاجئون السوريون. وقد صممت هذه الشركات كحاضنات، مع التركيز على النفاذ إلى الأسواق، وتحليل توجهات العملاء، والقدرة التنافسية لأنشطة الأعمال. وفي إطار النافذة الثانية، قدمت المؤسسة التركية لتنمية منشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة إلى الشركات القائمة - التي يقودها أتراك وسوريون على حد سواء - مزيجاً من المدخلات التكنولوجية، مثل المعدات وبرامج الكمبيوتر، فضلاً عن الخبرات الفنية التي تتمتع بها المؤسسة. ويهدف هذا النهج إلى خلق فرص عمل جديدة لكل من اللاجئين السوريين والمواطنين الأتراك.

وساند المشروع منشآت الأعمال في مجموعة واسعة من القطاعات، منها صناعة الأحذية وإنتاج الحلويات (البقلاوة) وتصنيع المعدات الطبية وبرامج الكمبيوتر. وقد استفاد المشروع من برامج المساندة الحالية للمؤسسة التركية لتنمية منشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة من خلال إجراءات تدخلية مصممة خصيصاً لتشجيع مشاركة السوريين تحت الحماية المؤقتة، مثل ترجمة المواد الخاصة ببرامج تدريب المؤسسة إلى اللغة العربية والإنجليزية لغير الناطقين باللغة التركية، وتحديد الاحتياجات الخاصة للفئات الضعيفة المستهدفة، ووضع نموذج لتوجيه المستفيدين واختيارهم.

50 منشأة قائمة حصلت على معدات وبرامج وخبرات فنية

أتاحت القدرات الفنية الواسعة للشركات المشاركة في المشروع التجريبي حافزاً لتوسيع القدرة الإنتاجية عن طريق إضافة استثماراتها الخاص

النتائج

يشير التقييم الأولي للمشروع التجريبي إلى أن الشركات حققت استفادة كبيرة من المساندة المالية، لا سيما لتعزيز قدراتها التكنولوجية والاستعانة بموظفين من ذوي الدراية الفنية لتشغيل المعدات الجديدة. واستخدمت جميع الشركات المستفيدة من البرنامج الأموالَ في شراء الآلات، وقام ثلثها بشراء برمجيات إضافية، بينما قام ثلثاها بتشغيل عمالٍ عديمي الخبرة والذين حصلوا على التدريب في أثناء العمل للتغلب على هذه الصعوبة الرئيسية في الأيدي العاملة المطلوبة.

وأتاحت القدرات الفنية الواسعة للشركات المشاركة في المشروع التجريبي حافزاً لتوسيع القدرة الإنتاجية عن طريق إضافة استثماراتها الخاصة. وتلقت شركة مستفيدة تقوم بإنتاج معدات المستشفيات مساندة لتوسيع إنتاجها من هذه المعدات من المشروع، حيث زادت قوة العمل لديها من 20-30 عاملاً إلى 130 عاملاً. وزادت شركة أخرى تعمل في صناعة الأحذية إجمالي مبيعاتها من 4 ملايين إلى 5 ملايين ليرة تركية سنوياً على الرغم من المصاعب التي فرضتها جائحة كورونا. كما حسنت الشركات قدراتها المؤسسية وقدراتها على النفاذ إلى الأسواق، سواء في الأسواق الأجنبية أو المحلية. واستعان نحو 75% من الشركات الناجحة بمديري إدارات محترفين من خارج دائرة أسرهم في أثناء تنفيذ المشروع. وعلى ما يبدو، فإن النواتج الرئيسية للشركات تتمثل في زيادة مساحة تواجدها في الأسواق، والتكيف مع ما تفضله الأسواق المحلية من منتجات، وزيادة الاحتراف المهني في وضع الإستراتيجية الخاصة بأنشطة أعمالها.

بالإضافة إلى زيادة قدرات الشركات، فإن للمشروع تأثيراً أطولَ أجلاً فيما يتعلق بالشمول الاقتصادي للاجئين السوريين المتمتعين بالحماية المؤقتة والمواطنين الأتراك في سوق العمل الرسمية. ويستند هذا المشروع إلى برامج وخدمات ريادة الأعمال ومساندة المشروعات القائمة التي توفرها المؤسسة التركية لتنمية منشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة، والتي تم تعديلها لتلائم الاستخدام من جانب اللاجئين السوريين المتمتعين بالحماية المؤقتة. وساعدت خدمات المتابعة والخدمات الاستشارية المقدمة من موظفي المؤسسة التركية لتنمية منشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة لكل شركة على حدة في التحديد السريع لاحتياجاتها وأولويات أعمالها. وبفضل هذا التفاعل الوثيق، زادت الشركات التي يملكها السوريون تحت الحماية المؤقتة بصفة خاصة من خبراتها في الدخول في حوار رسمي مع إحدى الهيئات العامة - مما يعزز ثقة المجتمعات المحلية الضعيفة في الأطر القانونية، كما يزيد ثقتها في التقدم بطلبات للحصول على مثل هذه المنح في المستقبل، وخلق فرص عمل رسمية في الاقتصاد المحلي. أما الإجراءات التدخلية المتسمة بالكفاءة من جانب المؤسسة التركية لتنمية منشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة، وهي هيئة حكومية تتمثل مهمتها المؤسسية في تنفيذ مثل هذه البرامج، فضمنت استدامة هذا المشروع التجريبي وتوسيع نطاقه، مما أسهم في تعزيز الوظائف الرسمية وريادة الأعمال للمجتمعات المعرضة للمعاناة.

تحققت النتائج التالية بين عامي 2019 و2021:

  • نجح 60 مرشحاً من السوريين تحت الحماية المؤقتة في إتمام التدريب على ريادة الأعمال، وتم تحديد 26 من رواد الأعمال للحصول على مزيد من المساندة، وحصل 16 من رواد الأعمال، ست منهم من النساء، على "مساندة الشركات الناشئة" (مثل مساندة تشغيل العمال، والدفعات المقدمة لتغطية بدء نشاط الشركة، والآلات، والمعدات، وتمويل شراء وتشغيل البرمجيات، فضلاً عن الدعم الفني) لتأسيس منشآت أعمالهم.
  • تم تزويد 50 منشآة من منشآت الأعمال يقودها أتراك وسوريون بالمعدات والبرمجيات والخبرات، متجاوزة بذلك هدف المشروع البالغ 34 منشأة.
  • تم توفير 125 فرصة عمل جديدة لكلٍ من السوريين تحت الحماية المؤقتة والمواطنين الأتراك.  
  • تم تدعيم قدرات المؤسسة التركية لتنمية منشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة على تصميم خدمات ريادة الأعمال وتقديمها ومراقبتها من خلال الدورات التدريبية مع التركيز على إدارة المشروعات والعمل في سياق اللاجئين.
  • تم إنتاج دورات المؤسسة التركية لتنمية منشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة التدريبية على ريادة الأعمال باللغة التركية للمجتمعات الناطقة باللغة العربية في هذا المشروع، وتمت إتاحتها للسوريين تحت الحماية المؤقتة.

قصص المستفيدين

تقوم "عايدة علواني"، وهي إحدى السوريات المستفيدات من المشروع، بتقديم خدمات التصميم ثلاثي الأبعاد بقطاع المنسوجات، كما تقوم بتطوير مواقع التجارة الإلكترونية على الإنترنت وتطبيقات الهاتف المحمول للشركات. وكانت تعمل لحسابها الخاص إلى أن أسست مشروعها الخاص بمساندة من المشروع الذي وفر لشركتها البرامج والمعدات.

وقالت عايدة: "درست الأدب العربي في سوريا، لكن التكنولوجيا، وخاصة تطوير برامج الكمبيوتر، كانت شغفي. في البداية، واصلنا العمل على الرغم من أننا واجهنا بعض الصعوبات، كما هو الحال في أي نشاط تجاري جديد. والآن، وبعد عامين من بدء المشروع، نجني رزقنا من أعمالنا الخاصة والمستقبل واعد بالنسبة لنا."

The World Bank
 أسست "عايدة علواني" شركتها الخاصة لخدمات التصميم ثلاثي الأبعاد هي وزوجها. بعدسة: المؤسسة التركية لتنمية منشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة

تلقى "باريس أوزبيجكي" الذي يمتلك شركة لتصنيع المعدات الطبية، خطَ إنتاج بالروبوت الرقمي لتمكين شركته من إنتاج المنتجات الطبية بسرعة أكبر وبجودة أفضل. وبدوره، قدم فريق العمل لديه دعماً فنياً لتحسين مهارات الموظفين السوريين العاملين في شركته. ونتيجة لذلك، زادت الطاقة الإنتاجية للشركة بنسبة 40%. وقال "باريس" إن المساندة الفنية المقدمة من المؤسسة التركية لتنمية منشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة، وهي الهيئة المسؤولة عن تنفيذ المشروع، ساعدت على "تنمية قدرات موظفينا بما يتوافق مع معايير الصناعة. وقد نقلنا نشاطنا إلى المستوى العالمي في غضون عامين. ولدينا الآن الثقة في أنفسنا للمنافسة مع الشركات الأخرى في الخارج."

The World Bank
 باريس أوزبيجكي، "باريس أوزبيجكي"، صاحب منشأة أعمال استفاد من المساندة التي قدمها المشروع للآلات بشركته. بعدسة: المؤسسة التركية لتنمية منشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة

مساهمة مجموعة البنك الدولي

قام البنك الدولي بأعمال إدارة منحة مرفق الاتحاد الأوروبي للاجئين في تركيا بقيمة مليوني دولار، وقدم مساندة تنفيذية وفنية إلى الجهة المسؤولة عن التنفيذ على الأرض وهي المؤسسة التركية لتنمية منشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة.

الشركاء‬‬‬

تم تمويل المشروع بمنحة قدرها 1.84 مليون يورو (نحو مليوني دولار) من مرفق الاتحاد الأوروبي للاجئين في تركيا، ونفذته المؤسسة التركية لتنمية منشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة. وعملت المؤسسة عن كثب مع أصحاب المصلحة المحليين بما في ذلك البلديات وجمعيات الأعمال (غرفة التجارة وغرفة الصناعة بغازي عنتاب)، والأوساط الأكاديمية (جامعة غازي عنتاب)، والمنظمات غير الحكومية (الهلال الأحمر التركي).

التطلع إلى المستقبل

من خلال إنجاز هذا المشروع التجريبي، أظهرت المؤسسة التركية لتنمية منشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة قدراتها على التنفيذ، وتم اختيارها بصفتها الهيئة المسؤولة عن التنفيذ لمشروع أكبر لريادة الأعمال تمت الموافقة عليه في إطار الشريحة الثانية المقدمة من مرفق الاتحاد الأوروبي للاجئين في تركيا.